وقضاء العسكر ونظر الأوقاف وزيادة المعلوم، وقرئ عقيبه الكتاب الذي وصل على يديه، وفيه ما يتعلق بمخالفة ابن تيمية في عقيدته، وإلزام الناس بذلك خصوصا الحنابلة، والوعيد الشديد عليهم والعزل من المناصب والحبس وأخذ المال والروح لخروجهم بهذه العقيدة عن الملة المحمدية ونسخة الكتاب نحو الكتاب المتقدم وتولى قراءته شمس الدين محمد بن شهاب الدين الموقع، وبلغ عنه الناس ابن صبح المؤذن وقرئ بعده تقليد الشيخ برهان الدين بالخطابة، وأحضروا بعد القراءة الحنابلة مهانين بين يدي القاضي جمال الدين المالكي بحضور باقي القضاة واعترفوا أنهم يعتقدون ما يعتقده محمد بن إدريس الشافعي رضي الله تعالى عنه وهو قوله: آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله.
وفي سلخ صفر سنة / 709 ه سفروا ابن تيمية من القاهرة إلى الإسكندرية ولم يمكن أحد من جماعته من السفر معه وحبس في برج شرقي البلد.
ورود مرسوم آخر من السلطان يمنع ابن تيمية من الفتوى في الطلاق وفي سابع شهر صفر سنة ثمان عشرة ورد مرسوم السلطان بالمنع من الفتوى في مسألة الطلاق التي يفتي بها ابن تيمية، وقد أمر بعقد مجلس له بدار السعادة، وذلك سنة 720 ه اليوم الحادي عشر من جمادى الأولى وحضر القضاة وجماعة من الفقهاء، وحضر ابن تيمية وسألوه عن فتاويه في مسألة الطلاق وكونهم نهوه وما انتهى، ولا قبل مرسوم السلطان ولا حكم الحكام بمنعه، فأنكر فحضر خمسة نفر فذكروا عنه أنه أفتاهم بعد ذلك فأنكر وصمم على الانكار فحضر ابن طليس وشهد أنه أفتى لحاما اسمه قمر مسلماني في بستان ابن منجا،