لكان عليك اللوم.
ثم قلت عن المتكلمين أنهم يقولون ما يكون على وفق قياس العقول فقولوه وإلا فانفوه والقوم لم يقولوا ذلك بل قالوا صفة الكمال يجب ثبوتها لله وصفة النقص يجب نفيها عنه كما قاله الإمام أحمد رضي الله عنه قالوا وما ورد من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وسلم فليعرض على لغة العرب التي أرسل الله تعالى محمدا بلغتها كما قال تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) فما فهمت العرب فافهمه ومن جاءك بما يخالفه فانبذ كلامه نبذ الحذاء المرقع واضرب بقوله حائط الحش ثم نعقد فصلا إن شاء الله تعالى بعد إفساد ما نزع به في سبب ورود هذه الآيات على هذا الوجه فإنه إنما تلقف ما نزع به في مخالفة الجماعة وأساء القول على المسألة من حثالة الملاحدة الطاعنين في القرآن وسنبين إن شاء الله تعالى ضلالهم ويعلم إذ ذاك من هو من فراخ الفلاسفة واليهود ثم لو استحيى الغافل لعرف مقدار علماء الأمة رحمهم الله تعالى ثم هل رأى من رد على الفلاسفة واليهود والروم والفرس غير هؤلاء الذين جعلهم فراخهم وهل اتكلوا في الرد على هذه الطوائف على قوم لا عقل لهم ولا بصيرة ولا إدراك ثم يدرونهم يستدلون على إثبات الله تعالى في الحجاب على منكره بالنقل وعلى منكري النبوة بالنقل حتى يصير مضغة للماضغ وضحكة للمستهزئ وشماتة للعدو وفرحا للحسود وفي قصة الحسن بن زياد اللؤلؤي عبرة للمعتبر، ثم أخذ بعد هذا في أن الأمور العامة إذا نفيت عنها إنما يكون دلالتها على سبيل الالغاز، قلنا: وكذلك المجسم يقول لك دلالة الأمور العامة على نفي الجسمية الغاز ثم قال بعد هذا يا سبحان الله كيف لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم يوما من الدهر ولا أحد من سلف الأمة هذه الآيات والأحاديث لا تعتقدوا ما دلت عليه فيقال له ما الذي دلت عليه حتى يقولوا إنه لا يعتقد هذا تشنيع بحت، ثم يقول لك المجسم يا سبحان الله لم لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من سلف الأمة