وحجة لا اعتراض عليها. وقال الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتاب الإمامة: أجمع علماء الحجاز والعراق من فريقي الحديث والرأي منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي والجمهور الأعظم من المتكلمين والمسلمين أن عليا كرم الله وجهه مصيب في قتاله لأهل صفين كما هو مصيب في أهل الجمل وأن الذين قاتلوه بغاة ظالموا، له لكن لا يكفرون ببغيهم. وقال الإمام أبو منصور في كتاب الفرق في بيان عقيدة أهل السنة أجمعوا أن عليا كرم الله وجهه كان مصيبا في قتال أهل الجمل طلحة والزبير وعائشة بالبصرة وأهل صفين. وقد روى البيهقي في السنن الكبرى 8 / 174 بالإسناد المتصل إلى عمار بن ياسر قال: لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا فسقوا أو ظلموا. وكذا رواه ابن أبي شيبة في مصنفه 15 / 290 بروايات. وفي إحداها: ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق، فحق علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا إليه.
تنبيه ليس من سب الصحابة القول إن مقاتلي علي منهم بغاة لأن هذا مما صرح به الحديث بالنسبة لبعضهم وهم أهل صفين، وقد روى البيهقي في كتاب الاعتقاد ص / 196 بإسناده المتصل إلى محمد بن إسحاق وهو ابن خزيمة قال: "... وكل من نازع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في إمارته فهو باغ على هذا عهدت مشايخنا،. وبه قال ابن إدريس يعني الشافعي رحمه الله " انتهت بحروفها، فلا يعد ذكر ما جاء في حديث البخاري سبا للصحابة إلا ممن بعد عن التحقيق العلمي فليتفطن لذلك. ثم هل نترك كلام عمار الذي ورد أن الجنة تشتاق إليه، ونتبع كلام زائغ جاهل؟
وأما من يعارض هذا الحديث المتواتر بمثل ما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: