عنه أنه قال يعرف ربنا بأنه فوق سمائه، على عرشه بائن من خلقه ولا نقول كما تقول الجهمية إنه هاهنا في الأرض، فنقول له: قد نص عبد الله إنه فوق سمائه على عرشه فهل قال عبد الله إن السماء والعرش واحد وهي جهة العلو، ونقل عن حماد بن زيد أنه قال هؤلاء الجهمية إنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء شئ فنقول له: أيضا أنت قلت بمقالتهم فإنك صرحت بأن السماء هي هي ذاتها بل المعنى الذي اشتقت منه وهو السمو وفسرته بجهة العلو فالأولى لك أن تنعي على نفسك ما نعاه حماد على الجهمية. ونقل عن ابن خزيمة أن من لم يقل إن الله فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم ألقي على مزبلة لئلا يتأذى به أهل القبلة وأهل الذمة فيقال له: الجواب عن مثل هذا قد تقدم على أن ابن خزيمة قد علم الخاص والعام حديثه في العقائد والكتاب الذي صنفه في التشبيه وسماه بالتوحيد ورد الأئمة عليه أكثر من أن يذكر وقولهم فيه ما قالوه له هو في غيره معروف * ونقل عن عباد الواسطي و عبد الرحمن بن مهدي وعاصم بن علي بن عاصم نحوا مما نقله عن حماد وقد بيناه ثم ذكر بعد ذلك ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كانت زينب تفتخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات فنقول: ليس في هذا الحديث أن زينب قالت: إن الله فوق سبع سماوات، بل إن تزويج الله إياها كان من فوق سبع سماوات * ثم نقل عن أبي سليمان الخطابي ما نقله عن عبد العزيز الماجشون وقد بينا موافقتنا له ومخالفته لذلك * وحكاه أيضا عن الخطيب وأبي بكر الإسماعيلي ويحيى بن عمار وأبي إسماعيل الهروي وأبي عثمان الصابوني، وحكي عن أبي نعيم الأصبهاني أن الأحاديث الثابتة في الاستواء يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه وهو مستو على عرشه في سمائه دون أرضه * وحكاه عن معمر الأصبهاني وقد بينا لك غير ما مرة أنه مخالف لهذا وأنه ما قال به طرفة عين إلا ونقضه لأن السماء عنده
(١٩١)