بهذه المقالة ضال مبتدع) ووافقه على ذلك الحنفي والحنبلي فصار كفره مجمعا عليه، ثم كتب كتاب إلى دمشق بما يعتمده نائب السلطنة في أمره.
مرسوم للسلطان أيضا باعتماد ما اتفق عليه علماء القطرين وفي يوم الجمعة عاشر شهر شعبان، حضر كتاب السلطان إلى نائب البلد وأمره أن يقرأه على السدة في يوم الجمعة فقرئ وكان قارئ الكتاب بدر الدين بن الاعزازي الموقع، والمبلغ ابن النجيبي المؤذن، ومضمون الكتاب بعد البسملة، أدام الله تعالى نعمه، ونوضح لعلمه الكريم ورود مكاتبته التي جهزها بسبب ابن تيمية فوقفنا عليها، وعلمنا مضمونها في أمر المذكور وإقدامه على الفتوى بعد تكرير المراسيم الشريفة بمنعه حسبما حكم به القضاة وأكابر العلماء، وعقدنا بهذا السبب مجلسا بين أيدينا الشريفة، ورسمنا بقراءة الفتوى على القضاة والعلماء، فذكروا جميعا من غير خلف أن الذي أفتى به ابن تيمية في ذلك خطأ مردود عليه وحكموا بزجره وطول سجنه ومنعه من الفتوى مطلقا وكتبوا خطوطهم بين أيدينا على ظاهر الفتوى المجهزة بنسخة ما كتبه ابن تيمية.
وقد جهزنا إلى الجانب العالي طي هذه المكاتبة فيقف على حكم ما كتب به القضاة الأربعة، ويتقدم باعتقال المذكور في قلعة دمشق، ويمنع من الفتوى مطلقا ويمنع الناس من الاجتماع به والتردد إليه، وتضييقا عليه لجرأته على هذه الفتوى، فيحيط به علمك الكريم، ولكون اعتماده بحسب ما حكم به الأئمة الأربعة.
وأفتى به العلماء في السجن للمذكور وطول سجنه، فإنه في كل وقت يحدث للناس شيئا منكرا وزندقة يشغل خواطر الناس بها، ويفسد