يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) قال فوالله ما دلهم على عظيم ما وصف من نفسه وما تحيط به قبضته إلا صغر نظرها منهم عندهم أن ذلك الذي ألقى في روعهم وخلق على معرفة قلوبهم فما وصف من نفسه فسماه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم سميناه كما سماه لم نتكلف منه صفة ما سواه إلا هذا ولا هذا إلا بجحد ما وصف ولا نتكلف معرفة ما لم يتصف وبسط الماجشون كلامه في تقرير هذا فنقول لهذا الحاكي نعم الحجة أتيت بها ولكن لنا ونعم السلاح حملت ولكن للعدي أما كلام عبد العزيز رضي الله عنه وما ذكر من كبرياء الله وعظمته وإنها تحير العقول وتشده الفهوم فهذا قاله العلماء نظما ونثرا وأنت أزريت على سادات الأئمة وأعلام الأمة في ثاني صفحة ترغب بها حيث اعترفوا بالعجز والتقصير وتعيب على ذلك وعددته عليهم ذنبا وأنت معذور وهم معذورون وجعلت قول عبد العزيز حجة. وقد ذكرنا في القضية ما يقوله المتكلمون في كل موضع وأمر عبد العزيز أن يصف الرب بما وصف به نفسه وأن يسكت عما وراء ذلك وذلك قولنا وفعلنا وعقيدتنا وأنت وصفته بجهة العلو وما وصف به نفسه وجوزت الإشارة الحسية إليه وما ذكرها ونحن أقررنا الصفات كما جاءت وأنت جمعت بين العرش والسماء بصفة العلو وقلت: في السماء حقيقة، وفي العرش حقيقة فسبحان واهب العقول، ولكن كان ذلك في الكتاب مسطورا.
ثم ذكر عن محمد بن الحسن اتفاق الفقهاء على وصف الرب بما جاء في القرآن وأحاديث الصفات فنقول له: نحن لا نترك من هذا حرفا وأنت قلت أصف الرب تعالى بجهة العلو وأجوز الإشارة الحسية إليه فأين هذا في القرآن وأخبار الثقات ما أفدتنا في الفتيا من ذلك شيئا ونقل عن أبي عبيد القاسم بن سلام رضي الله عنه أنه قال: إذا سئلنا عن تفسيرها لا نفسرها وأنه قال ما أدركنا أحدا يفسرها فنقول له الحمد لله حصل المقصود ليت شعري من فسر السماء والعرش وقال: معناهما جهة العلو ومن ترك تفسيرهما وأمرهما كما جاء ثم نقل عن ابن المبارك رضي الله