باللغات المختلفة. قال فلفظ المعية قد استعمل في الكتاب والسنة في مواضع يقتضي في كل موضع أمورا لا يقتضيها في الموضع الآخر هذه عبارته بحروفها، ثم قال: فإما أن تختلف دلالتها بحسب المواضع أو تدل على قدر مشترك بين جميع مواردها وإن امتاز كل موضع بخاصية فليفهم تقسيم هذا المدعي وحسن تصرفه قال فعلى التقديرين ليس مقتضاها أن يكون ذات الرب مختلطة بالخلق حتى يقال صرفت عن ظاهرها، ثم قال في موضع آخر: من علم أن المعية تضاف إلى كل نوع من أنواع المخلوقات كإضافة الربوبية مثلا وأن الاستواء على العرش ليس إلا العرش وأن الله تعالى يوصف بالعلو والفوقية الحقيقية ولا يوصف بالسفول ولا بالتحتية قط لا حقيقة ولا مجازا علم أن القرآن على ما هو عليه من غير تحريف فليفهم الناظر هذه المقدمات القطعية وهذه العبارات الرائقة الجلية، وحصر الاستواء على الشئ في العرش مما لا يقوله عاقل فضلا عن جاهل.
ثم قال من توهم أن كون الله في السماء بمعنى أن السماء تحيط به وتحويه فهو كاذب إن نقله عن غيره وضال إن اعتقده في ربه وما سمعنا أحدا يفهمه من اللفظ ولا رأينا أحدا نقله عن أحد فليستفد الناظر أن الفهم يسمع قال: ولو سئل سائر المسلمين هل يفهمون من قول الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى في السماء أنها تحويه لبادر كل أحد منهم إلى أن يقول هذا شئ لعله لم يخطر ببالنا، وإذا كان الأمر هكذا فمن التكلف أن يجعل ظاهر اللفظ شيئا محالا لا يفهمه الناس منه ثم يريد أن يتأوله قال بل عند المسلمين إن الله في السماء وهو على العرش واحد إذ السماء إنما يراد بها العلو فالمعنى الله في العلو لا في السفل هكذا قال هذا المدعي فليشد الناظر على هذه بالخناصر وليعض عليها بالنواجذ، وليعلم أن القوم يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين.
قال: وقد علم المسلمون أن كرسيه تعالى وسع السماوات والأرض وأن الكرسي في العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة وأن العرش خلق من