التوراة والإنجيل لم تبدل ألفاظهما وإنما بدلت معانيهما إ ه.
نبذة من تشبيهه لله تعالى بخلقه وتجسيمه (1) قال في منهاج السنة ج (1) ص 216 و 217 ما نصه:
وأما قوله لأنه ليس في جهة، فيقال للناس في إطلاق لفظ الجهة ثلاثة أقوال فطائفة تنفيها وطائفة تثبتها وطائفة تفصل، وهذا النزاع موجود في المثبتة للصفات من أصحاب الأئمة الأربعة وأمثالهم، ونزاع أهل الحديث والسنة الخاصة في نفي ذلك وإثباته نزاع لفظي ليس هو نزاعا معنويا.
ولهذا كان طائفة من أصحاب أحمد كالتميميين والقاضي في أول قوليه تنفيها، وطائفة أخرى أكثر منهم تثبتها وهو آخر قولي القاضي، وذلك أن لفظ الجهة قد يراد به ما هو موجود، وقد يراد به ما هو معدوم.
ومن المعلوم أن لا موجود إلا الخالق والمخلوق، فإذا أريد بالجهة أمر موجود غير الله تعالى كان مخلوقا والله تعالى لا يحصره ولا يحيط به شئ من المخلوقات، وإن أريد بالجهة أمر عدمي، وهو ما فوق العالم فليس هناك إلا الله وحده، فإذا قيل إنه في جهة كان معنى الكلام أنه هناك فوق العالم حيث انتهت المخلوقات فهو فوق الجميع عال عليه.
ثم قال: فالأشعري وقدماء أصحابه كانوا يقولون إنه بذاته فوق العرش ومع ذلك ليس بجسم، و عبد الله بن كلاب والحارث المحاسبي وأبو العباس القلانسي كانوا يقولون بذلك إ ه.
قوله: (وهذا النزاع موجود في المثبتة للصفات من أصحاب الأئمة الأربعة وأمثالهم)، بهتان على أصحاب الأئمة الأربعة وعلى المجهولين (أمثالهم)، ومن هؤلاء الأمثال، ألا سمى لنا ولو واحدا منهم إن كان