على استعمال العرب وإطلاقاتها ولم يدخل عليها غير لغتها ثم قلت كما فطر الله جميع الأمم عربهم وعجمهم في الجاهلية والإسلام إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته هذا كلام من أوله إلى آخره معارض بالمثل والترجيح معنا، ثم قلت عن السلف في ذلك من الأقوال ما لو جمعت لبلغت مائتين ألوفا فنقول إن أردت بالسلف عن السلف المشبهة كما سيأتي في كلامك فربما قاربت وإن أردت سلف الأمة الصالحين فلا حرف ولا شطر حرف وها نحن معك في مقام مقام ومضمار مضمار بحول الله وقوته.
ثم قلت ليس في كتاب الله تعالى ولا سنة رسوله ولا عن أحد من سلف الأمة لا من الصحابة ولا من التابعين حرف واحد يخالف ذلك لا نص ولا ظاهر، قلنا: ولا عنهم كما ادعيت أنت ولا نص ولا ظاهر وقد صدرت أولا أنك تقول ما قال الله ورسوله والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ثم دارت الدائرة على أن المراد بالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار مشايخ عقيدتك وعزات العشرة وأهل بدر والحديبية عن السلف والتابعين عن المتابعة وتولى هؤلاء غير الله والله أعلم حيث يجعل رسالاته، ثم قولك: لم يقل أحد منهم أنه ليس في غير السماء ولا أنه ليس على العرش ولا أنه في كل مكان ولا أن جميع الأمكنة بالنسبة إليه سواء ولا أنه داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصل. قلنا:
لقد عممت الدعوى فذكرت ما لم تحط به علما. وقد ذكرنا لك عن جعفر الصادق والجنيد والشبلي وجعفر بن نصير وأبي عثمان المغربي رضي الله عنهم ما فيه كفاية فإن طعنت في نقلنا أو في هذه السادة طعنا في نقلك وفيمن أسندت إليه من أهل عقيدتك خاصة فلم يوافقك على من ادعيته غيرهم، ثم إنك أنت الذي قد قلت ما لم يقله الله ولا رسوله ولا السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ولا من التابعين ولا من مشايخ الأمة الذين لم يدركوا إلا هؤلاء فما نطق أحد منهم بحرف في أن الله