ذلك وإلا أبرزت لفظة تدل على تحتم فوق للاستواء في جهة العلو فليت شعري من أين تعلم إن المعية بالعلم حقيقة وإن آية الاستواء على العرش وحديث الأوعال دالان على صفة الربوبية بالفوقية الحقيقية، اللهم غفرا هذا لا يكون إلا بالكشف وإلا فالأدلة التي نصبها الله تعالى لتعرف بها ذاته وصفاته وشرائعه لم يورد هذا المدعي منها حرفا واحدا على وفق دعوى ولا ثبت له قدم إلا في مهوى ثم قوله لا يوصف الله تعالى بالسفول والتحتية لا حقيقة ولا مجازا ليت شعري من ادعى له هذه الدعوى حتى يكلف الكلام فيها. ثم إن قوله بعد ذلك من توهم كون الله تعالى في السماء بمعنى إن السماء تحيط به وتحويه فهو كاذب إن نقله عن غيره وضال إن اعتقده في ربه أيها المدعي قل ما تفهم وافهم ما تقول وكلم الناس كلام عاقل لعاقل تفيد وتستفيد إذا طلبت أن تستنبط من لفظة في الجهة وحملتها على حقيقتها هل يفهم منها غير الظرفية أو ما في معناها، وإذا كان كذلك فهل يفهم عاقل أن الظرف ينفك عن إحاطته ببعض أو جميع أو ما يلزم ذلك وهل جرى هذا على سمع وهل من يخاطر إن في علي حقيقتها في جهة ولا يفهم منها احتواء ولا إحاطة ببعض ولا كل فإن كان المراد أن يعزل الناس عقولهم وتتكلم أنت وهم يقلدون ويصدقون، ثم تأمن أن بعض المسؤولين من المخالفين للمسألة يأمرك بذلك أو يثبت الباطل عليك ثم قولك لو سئل سائر المسلمين هل يفهمون من قول الله تعالى ورسوله إن الله في السماء تحويه لبادر كل واحد منهم إلى أن يقول هذا شئ لعله لم يخطر ببالنا فنقول: ما الذي أردت بذلك إن أردت أن هذا اللفظ لا يعطي هذا المعنى فإياك أن تسأل عن هذا من هو عارف بكلام العرب فإنه لا يصدقك في أن هذا اللفظ لا يعطي هذا مع كون في للظرفية وإنها على حقيقتها في الجهة، وإن أردت أن العقول تأبى ذلك في حق الله تعالى فلسنا نحن معك إلا في تقرير هذا ونفي كل ما يوهم نقصا في حق الله تعالى ثم قولك عند المسلمين إن الله في السماء وهو على العرش واحد لا ينبغي أن تضيف هذا الكلام
(١٧٩)