التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني - جماعة من العلماء - الصفحة ١٧٤
السماء مقرهم والعندية لا تدل على أن الله في السماء لأنه يقال في الرسل الآدميين إنهم من عند الله وإن لم يكونوا نزلوا من السماء على أن العندية قد يراد بها الشرف والرتبة قال الله تعالى: (وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب) وتستعمل في غير ذلك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حكاية عن ربه عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وذكر عروج الملائكة وقد سبق، وربما شد فقار ظهره وقوى منه متنه بلفظة إلى ربهم وإن إلى لانتهاء الغاية وإنها في قطع المسافة وإذا سكت عن هذا لم يتكلم بكلام العرب فإن المسافة لا تفهم العرب منها إلا ما تنتقل فيه الأجسام وهو يقول إنهم لا يقولون بذلك وقد قال الخليل صلى الله عليه وسلم إني ذاهب إلى ربي وليس المراد بذلك الانتهاء الذي عناه المدعي بالاتفاق فلم يجتري على ذلك في كتاب الله تعالى ولا يجاب به في خبر الواحد.
وذكر قوله صلى الله عليه وسلم ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر من في السماء صباحا ومساء وليس المراد بمن هو الله تعالى ولا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ولا خصه به ومن أين للمدعي أنه ليس المراد بمن الملائكة فإنهم أكبر المخلوقات علما بالله تعالى وأشدهم اطلاعا على القرب وهم يعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمين وهو عندهم في هذه الرتبة فليعلم المدعي أنه ليسن في الحديث ما ينفي هذا ولا يثبت ما ادعاه، ثم ذكر حديث الرقية ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض كما رزقك في السماء الحديث وهذا الحديث بتقدير ثبوته فالذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فيه ربنا الذي في السماء تقدس اسمك ما سكت النبي صلى الله عليه وسلم على في السماء فلأي معنى نقف نحن عليه ونجعل تقدس اسمك كلاما مستأنفا هل فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا أو أمر به، وعند ذلك لا يجد المدعي مخلصا إلا أن يقول الله تقدس اسمه في السماء والأرض فلم خصصت السماء بالذكر؟
فنقول له: ما معنى تقدس إن كان المراد به التنزيه من حيث هو تنزيه فلذلك ليس في سماء ولا أرض إذ التنزيه نفي النقائص وذلك لا تعلق له
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 من هو ابن تيمية 7
3 جمهور الأمة الاسلامية على تنزيه الله عن مشابهة الحوادث 7
4 كشف حال ابن تيمية 7
5 صورة مرسوم ابن قلاوون في ابن تيمية 8
6 كلام ابن تيمية في الاستواء 11
7 ضحك العلماء منه 12
8 تفرقته في جواز التوسل بالرسول في حياته ومنع ذلك بعد موته 13
9 اتفاق الحذاق من جميع المذاهب على سوء فهمه 13
10 ما ذكره ابن شاكر فيه في عيون التواريخ 14
11 إقحام الزملكاني له 14
12 وصول ابن تيمية إلى القاهرة 15
13 شروعه في الوعظ 15
14 ارجاع ابن صصري ابن تيمية إلى القضاء 16
15 ورود المرسوم بمنع ابن تيمية قي الفتوى في الطلاق 17
16 سنة 726 حبس ابن تيمية 18
17 مرسوم السلطان 19
18 صورة الفتوى من خط القضاة الأربعة 20
19 قال أبو حيان 21
20 احتجاج ابن تيمية على اثبات الجهة لله تعالى 23
21 ذكر مسائل من شذوذه 29
22 حال ابن تيمية عن الكتاني 29
23 حال ابن تيمية عند السبكي 30
24 حال ابن تيمية عند الحافظ ولي الدين العراقي 32
25 حال ابن تيمية عن ابن حجر الحافظ 33
26 حال ابن تيمية عند ابن حجر الحافظ 33
27 كلام الحصني فيه 36
28 كلام السخاوي والذهبي فيه 36
29 فصل في استتابته 38
30 دليل على جهله 50
31 فائدة في مسألة الطلاق 51
32 لا تناقض عند أبي حيان 54
33 قول ابن حجر الهيتمي فيه 54
34 نبذة من تشبيهه لله بخلقه 57
35 قوله بالجسمية 58
36 قوله: ان الله يشار إليه برفع الأيدي في الدعاء 59
37 قوله: بالحد لله تعالى 60
38 قوله: إن كل أحد بالله و بمكانه اعلم 61
39 قوله: ان القرآن والسنة... مملوء بما فيه اثبات العلو لله على عرشه 62
40 زعم ان العقل موافق للنقل في ذلك 64
41 مزيد من افترائه 65
42 زعمه ان الحروف في كتاب الله ليست مخلوقة 66
43 صور أسئلة وأجوبة 68
44 افتراؤه على جمهور أهل السنة 74
45 زعمه على ان جمهور الخلق على ان الله فوق العالم 75
46 قوله: بقيام الحوادث بذات الله 76
47 قوله: بحوادث لا أول لها 76
48 تنبيه 77
49 ما نقله الحافظ ابن طولون 78
50 افتراؤه على الامام علي 85
51 فائدة 87
52 تنبيه 88
53 بعض العلماء الرادين عليه والمناظرين له 90
54 حال ابن تيمية عند الشيخ زروق 92
55 الرد على من قال لعلها دسا عليه 92
56 نصيحة 94
57 الرسالة الأولى الدرة المضية في الرد على ابن تيمية للسبكي 97
58 الرسالة الثانية نقد الاجتماع والافتراق في مسائل الايمان والطلاق للمؤلف السابق 125
59 الرسالة الثالثة النظر المحقق في الحلف بالطلاق المعلق للمؤلف السابق 135
60 الرسالة الرابعة الاعتبار ببقاء الجنة والنار للمؤلف السابق 141
61 الرسالة الخامسة رسالة في نفي الجهة لشهاب الدين أحمد بن جبريل الكلابي 159
62 الرسالة السادسة النصيحة الذهبية 203