لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أمته وعلمهم الخرأة فعند المدعي يجب تعليم العوام حديث الجهة وما علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما نحن فالذي نقوله إنه لا يخاض في مثل هذا ولنسكت عنه كما سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويسعنا ما وسعهم ولذلك لم يوجد منا أحد يأمر العوام بشئ من الخوض في الصفات والقوم قد جعلوا دأبهم الدخول فيها والأمر بها فليت شعري من الأشبه بالسلف * وها نحن نذكر عقيدة أهل السنة (فنقول): عقيدتنا أن الله قديم أزلي لا يشبه شيئا ولا يشبهه شئ ليس له جهة ولا مكان ولا يحتوي عليه وقت ولا زمان ولا يقال له أين ولا حيث يرى لا عن مقابلة ولا على مقابلة كان ولا مكان كون المكان ودبر الزمان وهو الآن على ما عليه كان. هذا مذهب أهل السنة وعقيدة مشايخ الطريق رضي الله عنهم قال الجنيد رضي الله عنه: متى يتصل من لا شبيه ولا نظير له بمن له شبيه ونظير، وكما قيل ليحيى بن معاذ الرازي أخبرنا عن الله عز وجل فقال: إله واحد، فقيل له: كيف هو؟
فقال: ملك قادر فقيل له أين هو فقال: بالمرصاد فقال السائل لم أسألك عن هذا فقال: ما كان غير هذا كان صفة المخلوق فأما صفته فما أخبرت عنه، وكما سأل ابن شاهين الجنيد رضي الله عنهما عن معنى مع فقال مع علي معنيين مع الأنبياء بالنصرة والكلاءة قال الله تعالى (إنني معكما أسمع وأرى) ومع العالم بالعلم والإحاطة قال الله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) فقال ابن شاهين مثلك يصلح دالا للأمة على الله، وسئل ذو النون المصري رضي الله عنه عن قوله (الرحمن على العرش استوى) فقال أثبت ذاته ونفى مكانه فهو موجود بذاته والأشياء بحكمته كما شاء، وسئل عنه الشبلي رضي الله عنه فقال: الرحمن لم يزل والعرش محدث والعرش بالرحمن استوى، وسئل عنها جعفر بن نصير فقال استوى علمه بكل شئ وليس شئ أقرب إليه من شئ، وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: من زعم أن الله في شئ أو من شئ أو على شئ فقد أشرك إذ لو كان في شئ لكان