فهم فرعون فيكون عمدة هذه العقيدة كون فرعون ظنها فيكون هو مشيدها فليت شعري لم لا ذكر النسبة إليه كما ذكر أن عقيدة سادات أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين خالفوا اعتقاده في مسألة التحيز والجهة الذين ألحقهم بالجهمية متلقاة من لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم وختم الآيات الكريمة بالاستدلال بقوله تنزيل من حكيم حميد منزل من ربك بالحق وما في الآيتين لا عرش ولا كرسي ولا سماء ولا أرض بل فيهما مجرد التنزيل، وما أدري من أي الدلالات استنبطها المدعي فإن السماء لا تفهم من التنزيل فإن التنزيل قد يكون من السماء وقد يكون من غيرها ولا تنزيل القرآن كيف يفهم منه النزول الذي هو انتقال من فوق إلى أسفل فإن العرب لا تفهم ذلك في كلام سواء كان من غرض أو غير غرض وكما تطلق العرب النزول على الانتقال تطلقه على غيره كما جاء في كتابه العزيز (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) وقوله تعالى (وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) ولم ير أحد قطعة حديد نازلة من السماء في الهواء ولا جملا ينزل من السماء إلى الأرض فكما جوزنا هنا أن النزول غير الانتقال من العلو إلى السفل، فلنجوزه هناك هذا ما استدل به من الكتاب العزيز.
وقد ادعى أولا أنه يقول ما قاله الله وإن ما ذكره من الآيات دليل على قوله إما نصا وإما ظاهرا وأنت إذا رأيت ما ادعاه وأمعنت النظر فيما قلناه واستقريت هذه الآيات لم تجد فيها كلمة على وفق ما قاله أولا لا نصا ولا ظاهرا البتة وكل أمر بعد كتاب الله تعالى والدعوى عليه خلل.
ثم استدل من السنة بحديث المعراج ولم يرد في حديث المعراج إن الله فوق السماء أو فوق العرش حقيقة ولا كلمة واحدة من ذلك وهو لم يسرد حديث المعراج ولا بين الدلالة منه حتى نجيب عنه، فإن بين وجه الدلالة عرفناه كيف الجواب واستدل بنزول الملائكة من عند الله تعالى. والجواب عن ذلك إن نزول الملائكة من السماء إنما كان لأن