من أوله إلى آخره وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها، ثم عامة كلام الصحابة والتابعين ثم كلام سائر الأئمة مملوء بما هو إما نص وإما ظاهر في الله تعالى أنه فوق كل شئ وعلى كل شئ وأنه فوق العرش وأنه فوق السماء وقال في أثناء كلامه وأواخر ما زعمه أنه فوق العرش حقيقة وقاله في موضع آخر عن السلف فليت شعري أين هذا في كتاب الله تعالى على هذه الصورة التي نقلها عن كتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهل في كتاب الله تعالى كلمة مما قاله حتى يقول إنه فيه نص والنص هو الذي لا يحتمل التأويل البتة وهذا مراده فإنه جعله غير الظاهر لعطفه له عليه وأي آية في كتاب الله تعالى نص بهذا الاعتبار فأول ما استدل به قوله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب) فليت شعري أي نص في الآية أو ضاهر على أن الله تعالى في السماء أو على العرش ثم نهاية ما يتمسك به أنه يدل على علو يفهم من الصعود وهيهات زل حمار العلم في الطين فإن الصعود في الكلام كيف يكون حقيقة مع أن المفهوم في الحقائق أن الصعود من صفات الأجسام فليس المراد إلا القبول ومع هذا لا حد ولا مكان وأتبعها بقوله تعالى: (إني متوفيك ورافعك إلي) وما أدري من أين استنبط من هذا الخبر أن الله تعالى فوق العرش من هذه الآية هل ذلك بدلالة المطابقة أو التضمن أو الالتزام أو هو شئ أخذه بطريق الكشف والنفث في الروع ولعله اعتقد أن الرفع إنما يكون في العلو في الجهة، فإن كان كما خطر له فذاك أيضا لا يعقل إلا في الجسمية والحدية وأنه لم يقل بهما فلا حقيقة فيما استدل به، وإن قال بهما فلا حاجة إلى المغالطة، ولعله لم يسمع الرفع في المرتبة والتقرب في المكانة مع استعمال العرب والعرف ولا فلان رفع الله شأنه وأتبع ذلك بقوله (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) وخص هذا المستدل من بالله تعالى ولعله لم يجوز أن المراد به ملائكة الله تعالى ولعله يقول إن الملائكة لا تفعل ذلك ولا أن جبريل عليه السلام خسف بأهل سدوم فلذلك استدل بهذه الآية، ولعلها هي النص
(١٦٩)