إليهم " ولقد كانت الصحابة رضي الله عنهم لا يخوضون في شئ من هذه الأشياء لعلمهم أن حفظ الدهماء أهم الأمور مع أن سيوف حججهم مرهفة ورماحهم مشحونة ولذلك لما نبغت الخوارج راجعهم حبر الأمة وعالمها وابنا عم رسولها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس فاهتدى البعض بالمناظرة وأصر الباقون عنادا فتسلط عليهم السيف.
ولكن حكم السيف فيكم مسلط * فترضى إذا ما أصبح السيف راضيا وكذلك لما نبع القدر ونجم به معبد الجهمي قيض الله تعالى له زاهد الأمة وابن فاروقها عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ولو لم تنبع هذان البدعتان لما تكلمت الصحابة رضي الله عنهم في رد هذا ولا إبطال هذا ولم يكن دأبهم إلا الحث على التقوى والغزو وأفعال الخير، ولذلك لم ينقل عن سيد البشر صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم أنه جمع الناس في مجمع عام ثم أمرهم أن يعتقدوا في الله تعالى كذا وكذا، وقد صدر ذلك في أحكام شتى وإنما نتكلم فيها بما يفهمه الخاص ولا ينكره العام وبالله أقسم يمينا برة ما هي مرة بل ألف ألف مرة أن سيد الرسل صلى الله عليه وسلم لم يقل أيها الناس اعتقدوا أن الله تعالى في جهة العلو ولا قال ذلك الخلفاء الراشدون ولا أحد من الصحابة بل تركوا الناس وأمر التعبدات والأحكام ولكن لما ظهرت البدع قمعها السلف أما التحريك للعقائد والتشمير لإظهارها وإقامة ثائرها فما فعلوا ذلك بل حسموا البدع عند ظهورها. ثم الحشوية إذا بحثوا في مسائل أصول الدين مع المخالفين تكلموا بالعقول وتصرفوا في المنقول فإذا وصلوا إلى الحشو تبلدوا وتأسوا فتراهم لا يفهمون بالعربية ولا بالعجمية كلا والله والله لو فهموا لهاموا ولكن اعترضوا بحر الهوى فشقوه وعاموا وأسمعوا كل ذي عقل ضعيف وذهن سخيف، وخالفوا السلف في الكف عن ذلك مع العوام ولقد كان الحسن