والاثنين، فيبلغ ذلك من وراءهما، فيكون أنجع له، فإن يرد الله إتمام هذا الامر أتمه، وإن تكن الأخرى فحسب عبد أن يعلم الله منه أنه يحب أن ينصف جميع رعيته.
وروى جويرية بن أسماء، عن إسماعيل بن أبي حكيم، قال: كنا عند عمر بن عبد العزيز، فلما تفرقنا نادى مناديه: الصلاة جامعة! فجئت المسجد، فإذا عمر على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن هؤلاء - يعنى خلفاء بنى أمية قبله - قد كانوا أعطونا عطايا ما كان ينبغي لنا أن نأخذها منهم، وما كان ينبغي لهم أن يعطوناها، وإني قد رأيت الان أنه ليس على في ذلك دون الله حسيب، وقد بدأت بنفسي والأقربين من أهل بيتي، اقرأ يا مزاحم، فجعل مزاحم يقرأ كتابا فيه الإقطاعات بالضياع والنواحي، ثم يأخذه عمر بيده فيقصه بالجلم (1)، لم يزل كذلك حتى نودي بالظهر.
وروى الفرات بن السائب، قال: كان عند فاطمة بنت عبد الملك بن مروان جوهر جليل، وهبها أبوها، ولم يكن لأحد مثله، وكانت تحت عمر بن عبد العزيز، فلما ولى الخلافة قال لها: اختاري، إما أن تردى جوهرك وحليك إلى بيت مال المسلمين، وإما أن تأذني لي في فراقك، فإني أكره أن أجتمع أنا وأنت وهو في بيت واحد. فقالت بل أختارك عليه وعلى أضعافه لو كان لي، وأمرت به فحمل إلى بيت المال فلما، هلك عمر واستخلف يزيد ابن عبد الملك قال لفاطمة أخته: إن شئت رددته عليك، قالت: فإني لا أشاء ذلك، طبت عنه نفسا في حياة عمر، وأرجع فيه بعد موته! لا والله أبدا. فلما رأى يزيد ذلك قسمه بين ولده وأهله.
وروى سهيل بن يحيى المروزي عن أبيه عن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز، قال: لما دفن سليمان صعد عمر على المنبر فقال: إني قد خلعت ما في رقبتي من بيعتكم.
فصاح الناس صيحة واحدة قد اخترناك، فنزل ودخل وأمر بالستور فهتكت، .