لو استحالت حتى يصبح أهل الأرض يرون مثل رأيكم لنزلت بهم بائقة من عذاب الله.
وروى الأوزاعي أيضا، قال: قال عمر بن عبد العزيز يوما وقد بلغه عن بنى أمية كلام أغضبه: إن لله في بنى أمية يوما - أو قال: ذبحا - وأيم الله لئن كان ذلك الذبح - أو قال ذلك اليوم - على يدي لأعذرن الله فيهم. قال: فلما بلغهم ذلك كفوا، وكانوا يعلمون صرامته، وإنه إذا وقع في أمر مضى فيه.
وروى إسماعيل بن أبي حكيم، قال: قال عمر بن عبد العزيز يوما لحاجبه: لا تدخلن على اليوم إلا مروانيا. فلما اجتمعوا قال: يا بنى مروان، إنكم قد أعطيتم حظا وشرفا وأموالا، إني لأحسب شطر أموال هذه الأمة أو ثلثيها في أيديكم، فسكتوا، فقال: ألا تجيبوني؟ فقال رجل منهم: فما بالك؟ قال: إني أريد أن أنتزعها منكم، فأردها إلى بيت مال المسلمين. فقال رجل منهم: والله لا يكون ذلك حتى يحال بين رؤوسنا وأجسادنا، والله لا نكفر أسلافنا، ولا نفقر (1) أولادنا، فقال عمر: والله لولا أن تستعينوا على بمن أطلب هذا الحق له لأضرعت خدودكم! قوموا عنى.
وروى مالك بن أنس قال: ذكر عمر بن عبد العزيز من كان قبله من المروانية فعابهم، وعنده هشام بن عبد الملك، فقال يا أمير المؤمنين، إنا والله نكره أن تعيب آباءنا، وتضع شرفنا، فقال عمر: وأي عيب أعيب مما عابه القرآن!
وروى نوفل بن الفرات، قال: شكا بنو مروان إلى عاتكة بنت مروان بن الحكم عمر، فقالوا: إنه يعيب أسلافنا، ويأخذ أموالنا. فذكرت ذلك له - وكانت عظيمة عند بنى مروان - فقال لها: يا عمة، إن رسول الله صلى الله عليه وآله قبض وترك .