شرب أو عمل مشترك، يحملون مؤونته على غيرهم، فيكون مهنا ذلك لهم دونك، وعيبه عليك في الدنيا والآخرة.
وألزم الحق من لزمه من القريب والبعيد، وكن في ذلك صابرا محتسبا، واقعا ذلك من قرابتك وخواصك حيث وقع، وابتغ عاقبته بما يثقل عليك منه، فإن مغبة ذلك محمودة.
وإن ظنت الرعية بك حيفا، فأصحر لهم بعذرك، واعدل عنك ظنونهم بإصحارك، فإن في ذلك إعذارا تبلغ به حاجتك من تقويمهم على الحق.
* * * الشرح:
نهاه عليه السلام عن أن يحمل أقاربه وحاشيته وخواصه على رقاب الناس، وأن يمكنهم من الاستئثار عليهم والتطاول والإذلال ونهاه من أن يقطع أحدا منهم قطيعة، أو يملكه ضيعة تضر بمن يجاورها من السادة والدهاقين (1) في شرب يتغلبون على الماء منه، أو ضياع يضيفونها إلى ما ملكهم إياه، وإعفاء لهم من مؤنة، أو حفر وغيره، فيعفيهم الولاة منه مراقبة لهم، فيكون مؤنة ذلك الواجب عليهم قد أسقطت عنهم، وحمل ثقلها على غيرهم.
ثم قال عليه السلام: لان منفعة ذلك في الدنيا تكون لهم دونك، والوزر في الآخرة عليك، والعيب والذم في الدنيا أيضا لاحقان بك.
ثم قال له: إن اتهمتك الرعية بحيف عليهم، أو ظنت بك جورا، فاذكر لهم عذرك .