وقورع فقرع، وهو خلف أمير المؤمنين، ولا خلف منه، فقال معاوية: أوسعت يا أبا أمية فاجلس، فإنما أردنا بعض هذا.
وأثنى رجل على علي عليه السلام في وجهه ثناء أوسع فيه - وكان عنده منهما - فقال له: أنا دون ما تقول، وفوق ما في نفسك.
وقال ابن عباس لعتبة بن أبي سفيان وقد أثنى عليه فأكثر: رويدا فقد أمهيت يا أبا الوليد - يعنى بالغت، يقال أمهى حافر البئر، إذا استقصى حفرها.
فأما قوله عليه السلام: " ولا يكونن المحسن والمسئ عندك بمنزلة سواء "، فقد أخذه الصابي فقال: وإذا لم يكن للمحسن ما يرفعه، وللمسئ ما يضعه، زهد المحسن في الاحسان، واستمر المسئ على الطغيان "، وقال أبو الطيب:
شر البلاد بلاد لا صديق بها * وشر ما يكسب الانسان ما يصم (1) وشر ما قبضته راحتي قنص * شهب البزاة سواء فيه والرخم.
وكان يقال: قضاء حق المحسن أدب للمسئ وعقوبة المسئ جزاء للمحسن.
* * * الأصل:
وأعلم أنه ليس شئ بأدعى إلى حسن ظن وال برعيته من إحسانه إليهم، وتخفيفه المؤونات عليهم، وترك استكراهه إياهم على ما ليس له قبلهم. فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به حسن الظن برعيتك، فإن حسن الظن يقطع عنك نصبا طويلا، وإن أحق من حسن ظنك به لمن حسن بلاؤك عنده، وان أحق من ساء ظنك به لمن ساء بلاؤك عنده.
.