عارضا فقالوا إن هذا الطائر ليدور على ماء ولعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فأرسلوا فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء وأم إسماعيل عند الماء فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك قالت نعم ولا حق لكم في الماء قال بن عباس قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الانس فنزلوا وأرسلوا إلى أهاليهم فنزلوا معهم وشب الغلام وتعلم العربية منهم وأعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة منهم وماتت أم إسماعيل (8380) أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال أنا أبو عامر وعثمان بن عمر عن إبراهيم بن نافع عن كثير بن كثير عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال لما كان بين أهل إبراهيم وبين أهله ما كان خرج هو وإسماعيل وأم إسماعيل ومعهم شنة يعني فيها ماء فجعلت تشرب الماء ويدر لبنها على صبيها حتى إذا دخلوا مكة وضعها تحت دوحة ثم تولى راجعا وتتبع أم إسماعيل أثره حتى إذا بلغت كدا نادته يا إبراهيم إلى من تتركنا قال أبو عامر إلى من تكلنا قال إلى الله عز وجل قالت رضيت بالله ثم رجعت فجعلت تشرب منها ويدر لبنها على صبيها فلما فني بلغ من الصبي العطش قال لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدا فقامت على الصفا فإذا هي لا تحس أحدا فنزلت فلما حاذت بالوادي رفعت إزارها ثم سعت حتى تأتي المروة فنظرت فلم تحس أحدا ففعلت ذلك أشواطا ثم قالت لو اطلعت حتى أنظر ما فعل فإذا هو على حاله فأبت نفسها حتى رجعت لعلها تحس أحدا فصنعت ذلك حتى أتمت سبعا ثم قالت لو اطلعت حتى أنظر ما فعل فإذا هو على حاله وإذا هي تسمع صوتا فقالت قد سمعت فقل تجب أو يأتي منك خير قال أبو عامر قد سمعت فأغث فإذا هو جبريل فركض بقدمه فنبع فذهبت أم إسماعيل تحفر قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم لو تركت أم إسماعيل الماء كان ظاهرا فمر ناس من جرهم فإذا هم بالطير فقالوا ما يكون هذا الطير إلا على ماء فأرسلوا رسولهم وكريهم فجاؤوا إليها فقالوا ألا نكون معك قالت بلى فسكنوا معها وتزوج إسماعيل صلى الله عليه وسلم امرأة منهم ثم إن إبراهيم صلى الله عليه وسلم بدا له قال إني مطلع تركتي فجاء
(١٠١)