ثم قال [عليه السلام]:
سبحانك اللهم ما أعظم ما نرى من خلقك (1) وما أصغر عظمه في [جنب] قدرتك، وما أعظم ما نرى من ملكوتك، وما أحقر ذلك فيما غاب عنا من ملكك، وما أسبغ نعمتك في الدنيا وما أقلها في جنب نعمتك في الآخرة. وما عسى أن نصف من قدرتك وسلطانك في قدر ما غاب عنا من ذلك، وقصرت أبصارنا عنه وانتهت عقولنا دونه.
فمن أعمل طرفه وقرع سمعه وأجهد فكره كيف ذرأت خلقك وكيف أقمت عرشك وكيف علقت في الهواء سماواتك وكيف مددت أرضك رجع طرفه حسيرا وعقله والها وسمعه مبهورا وفكره متحيرا (2).
فكيف لا يعظم شأنك عند من عرفك وهو يرى من عظيم خلقك ما يملأ قلبه ويذهل عقله. فلا إله غيرك ولا شريك لك في ملكك، ليس كمثلك (3) شئ وأنت السميع البصير (4).
فتفهموا صفته للتوحيد، هل تجدون ما قال [إلا] أصلا أخذ المتكلمون [به وبنوا] عليه، وافتقروا إليه؟ وهل تجدون أحدا أبلغ من صفة التوحيد ما [أ] بلغه؟ وذكر من عظمة الله وقدرته ما ذكره؟ وهل تعلمون أحدا احتج في إثبات الربوبية واستدل