في قدر ما غاب عنا من ذلك وقصرت أبصارنا عنه، ووقفت عقولنا دونه، فمن أعمل طرفه وقرع سمعه وأعمل فكره كيف خلقت خلقك وكيف أقمت عرشك، وكيف علقت سماواتك في الهوا [ء] وكيف مددت أرضك، رجع طرفه حسيرا وعقله والها، وسمعه مبهورا (8) وكيف يطلب علم ما قبل ذلك [من] عز شأنك (9) إذا أنت في الغيوب ولم يكن فيها غيرك ولم يكن لها سواك، لم يشهدك أحد حيث فطرت الخلق وذرأت النفوس (10) [و] كيف لا يعظم شأنك عند من عرفك، وهو يرى من عظم خلقك ما يملأ
(٦٤٧)