[إسراع الناس بعد قتل عثمان إلى الإمام علي بن أبي طالب، وتداكهم عليه وإلحاحهم به لأن يبسط يده ليبايعوه، وتقريضهم إياه بتعينه للإمامة والخلافة، وإبائه عن ذلك، ثم ازدحام الناس عليه، ثم إتمامه الحجة على طلحة والزبير، ثم شرطه على الناس أن يبايعوه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم مبايعة الناس إياه في المسجد].
وهو رضي الله عنه [كان] على طريقة واحدة في الكف والرضا عند اجتماع الكلمة.
فلما قتل عثمان وقد كان علي قبل ذلك معتزلا له لما كان منه في أبي ذر وغيره - كأنه رضي الله عنه مطبوع على الصواب، مؤيد بملك يجنبه طرق الخطأ و [يثبته على] لزوم الاستقامة والصحة لا يقدر أحد أن يرينا في فضله تناقضا، ولا في قوله اختلافا، فبيض الله وجهه وأعلى في الآخرة درجته -.
فلما قتل عثمان تداك الناس على علي بن أبي طالب بالرغبة والطلب له بعد أن أتوا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).