[كلامه عليه السلام في سوق أولي الألباب إلى الله تعالى وتحضيضهم على اغتنام الفرصة من الأيام، وإكثارهم من صالحات الأعمال والادخار من متاع دار الفناء ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون].
وكان رضي الله عنه ينادي في كل ليلة بصوت رفيع له:
تجهزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل وأقلوا العرجة على الدنيا (1) وانقلبوا بصالح ما يحضركم من / 79 / الزاد (2) فإن أمامكم عقبة كؤدا ومنازل مخوفة مهولة لا بد من الممر عليها والوقوف عندها (3) فإما برحمة من الله نجوتم من فظاعتها وشدة مخبرها وكراهة منظرها [ظ] وإما بهلكة ليس بعدها انجبار.
فيا لها حسرة على كل ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة أو تؤديه أيامه إلى شقوة (4).