[كتاب أم المؤمنين أم سلمة رضوان الله عليها إلى أمير المؤمنين عند مسير طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة وإعلامها أمير المؤمنين بمسير القوم وبعثها ابنها عمر بن أبي سلمة لمعاضدة أمير المؤمنين عليه السلام].
فلما ساروا إلى البصرة ذكروا أن أم سلمة كتبت إلى علي بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين! إنه والله لولا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نقر في بيوتنا لخرجت معك، ولكنني باعثة معك سمعي وبصري عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ابن أخيك فأغذه بالعلم ورشحه بالمروءة. واحفظ منه ما تحفظ من ابني الحسن والحسين.
فلما زحف علي للمسير دعت أم سلمة ابنها، وكان له فضل وفقه وعبادة، فقالت له: يا بني إلحق بعلي بن أبي طالب فإذا لقيت الخيل فاطعن واضرب واعلم أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في علي قولا لا يحل لك [بعده] أن تتخلف [عنه] ولا يحل لي أن أحبسك.
فمضى إلى علي حتى لحق به وقاتل معه.