[تقسيم مخالفي أمير المؤمنين عليه السلام على طبقات ثلاث خاسرة هالكة].
وأما صفة من خالفه فعلى طبقات ثلاث: من منقاد للشهوة - وهم الذين بايعوه، فلما أملوا أن ينيلهم من الدنيا شيئا فلم يفعل، رجعوا إلى نكث البيعة، وطلب الدنيا، وتشتت الكلمة - أو منقاد لأهل الحق لا بصيرة له وهم الذين تخلفوا عن بيعته رضي الله عنه (1) قدح الشك في قلوبهم لأول عارض من شبهة، فلا هم نصروا الحق وكانوا مع أهله (2) ولا هم تعمدوا الخطأ بالمعاندة، فهم في منزلة الوقف، أقعدهم الشك لأول عارض من شبهة.
[أو منهوم وحريص بالجمع والادخار] وأتباعهم كالأنعام السائمة [التابعة] لكل ناعق، أتباع لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.
فارجعوا وفقكم الله إلى تفهم ما قلنا [ه] فقد بان القول في منزلة المتقدم في الإسلام ووضحت فضيلته، وأن محنة الفقراء أعظم من محنة الأغنياء، لذلك يروون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين عاما.
ورويتم عن عمر بن الخطاب أنه قال: لو شئت أن أكفر الناس لكفرتهم؟!
قالوا: وكيف ذلك؟ قال: أمنعهم حقوقهم، فيكفرون، لأن الصبر على الفقير شديد.