[كلمات بعض رؤساء أهل العراق وقواد جند أمير المؤمنين عليه السلام لما رفع الفئة الباغية القرآن على الرماح، وادعوا مكرا وحيلة انقيادهم لحكم القرآن، فخدع العراقيون فاختلفوا].
ثم قام حصين بن المنذر فقال: أيها الناس إنما بني هذا الدين على التسليم، فلا ترفعوه بالقياس، ولا تهدموه بالشبهة (1) فإنا والله لو أنا لا نقبل من الأمور إلا ما نعرف لأصبح الحق في أيدينا قليلا، ولو ركبنا الهوى لأصبح الباطل في أيدينا كثيرا (2) وإن لنا لراعيا قد أحمدنا ورده وصدره، وهو المصدق على ما قال، والمأمون على ما قعل، فإن قال: لا. قلنا: لا. وإن قال: نعم. قلنا: نعم (3).
وتكلم ابن عباس فقال: يا قوم إنه من مكر معاوية فلا تختلفوا (4).
ثم قام سفيان بن ثور (5) فقال: أيها الناس إنا دعونا أهل الشام إلى كتاب الله فردوه [علينا] فقاتلناهم، وإنهم دعونا إلى كتاب الله فإن رددناه عليهم حل لهم منا ما حل