المعيار والموازنة - أبو جعفر الإسكافي - الصفحة ٢٦١
فبالإيمان يستدل على الصالحات، وبالصالحات يعمر الفقه، وبالفقه يرهب الموت، وبالموت تختم الدنيا، وبالدنيا تحرز القيامة (1) وبالقيامة تزلف الجنة للمتقين، وتبرز الجحيم للغاوين.
والإيمان على أربع شعب: على الشوق والشفق والزهادة والترقب.
فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات.
واليقين على أربع شعب: على تبصرة الفطنة، وتأول الحكمة، وعبرة وسنة وآية وموعظة (2).
فمن تبصر في الفطنة تبين الحكمة، ومن تبين الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين.
والعدل على أربع شعب: على غائص الفهم، وغمرة العلم (3) وزهرة الحكم، وروضة الحلم.

(١) الظاهر أن هذا هو الصواب، أي تحاز وتدخر فوز القيامة والنجاح فيها، أي بالأعمال الخيرية في الدنيا وصرف الإمكانيات الدنيوية في سبيل الله يجعل العامل فوز القيامة والدار الآخرة في حرزه وحيازته.
وفي أصلي المخطوط: " تحذر القيامة ". وفي المختار: (١٦٢) من نهج السعادة: ج ٢ ص ١٨:
" وبالدنيا تجوز [تحوز " خ "] القيامة ".
وفي المختار: (١٥٤) من نهج البلاغة: " وبالدنيا تحرز الآخرة.. " ومثله في المختار: (١١٨) من نهج السعادة: ج ١، ص ٣٦٨.
ومثلهما في المختار: (١٠٦) من القسم الثاني من باب خطب نهج السعادة ج ٣ ص ٣٩٨ ط ١، ولكن كان في الأصل المنقول عنه: " وبالدنيا تحدر الآخرة ".
(٢) كذا في الأصل وفي المختار: (١١٨) من القسم الأول، والمختار: (١٠٦) من القسم الثاني من باب خطب نهج السعادة: " وموعظة العبرة وسنة الأولين ".
(٣) هذا هو الظاهر الموافق لما في المختار: (١١٨) من نهج السعادة: ج ١، ص 371 ط 1.
وفي أصلي: " وعبارة العلم ".
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست