المعيار والموازنة - أبو جعفر الإسكافي - الصفحة ١٧٥
[اليوم] إلى ما قاتلناكم عليه [بالأمس] ولم يكن ليرجع أهل العراق إلى عراقهم ولا أهل الشام إلى شامهم بأمر أجمل من أن يحكم بما أنزل الله (1) والأمر في أيدينا دونكم وإلا فنحن نحن وأنتم أنتم.
فتكافأ فيه (2) كلام عبد الله بن عمرو وسعيد ممن قد عرفتم نجدته وبلاءه ويقينه فما ظنكم بغيره.
فتكلم علي رضي الله عنه فقال: أيها الناس إنه لم يزل بي في أمري ما أحب حتى نهكتكم الحرب (3) وقد والله أخذت منكم وتركت وهي لعدوكم أنهك، ولقد كنت أمس أميرا فأصبحت اليوم مأمورا، وكنت أمس ناهيا فأصبحت اليوم منهيا، وقد أحببتم البقاء وليس لي أن أحملكم على ما تكرهون.
فتفهموا أمور المؤيد بالحق، وتدبروا قول المنصور بالتأييد من الرب كيف يتخلص إلى الصواب عند اعتراض هذه الآراء وكيف يسلم من اتباع هذه الأهواء، وكيف اتبع الحق عند إحاطة هذه الفتن، لتعلموا أنه لا نظير له بعد النبيين، ولا يداني فضله أحد من المؤمنين.
ثم قام رفاعة بن شداد البجلي فقال: أيها الناس إنه لا يفوتنا شئ من حقنا [إن أجبناهم إلى ما] قد دعونا في آخر أمرهم إلى ما دعوناهم إليه في أوله، وقد قبلوه من حيث لم يعقلوه، فإن يتم الأمر على ما نريد فبعد بلاء وقتل وإلا أثرناها جذعة (4) وقد رجع إلينا جدنا.

(1) هذا هو الظاهر الموافق لما في كتاب صفين ص 483، وفي أصلي هكذا: " بأمر أجمل مه، وأن يحكم فيه بما أنزل الله... ". وما بين المعقوفات أيضا مأخوذ من كتاب صفين.
(2) لعل هذا الصواب، وذكرها في أصلي بنحو الاهمال: " فتكافيه ".
(3) كذا في الأصل، وفي المختار: (208) من نهج البلاغة: " أيها الناس إنه لم يزل أمري معكم على ما أحب حتى نهكتكم الحرب... " وفي المختار: (223) من نهج السعادة: " إنه لم يزل أمري معكم على ما أحب إلى أن أخذت منكم الحرب... ".
(4) ومثله في أواخر الجزء السابع من كتاب صفين ص 489.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 179 180 181 ... » »»
الفهرست