بقوله كذا جمع الحافظ بين الروايتين (فانطلق) بصيغة المجهول (به) الباء للتعدية (فلم يصل) أي النبي صلى الله عليه وسلم (عليه) أي على ماعز وسيجئ في هذا الباب تحقيق أنه صلى الله عليه وسلم صلى عليه أم لا قال المنذري وأخرجه النسائي مرسلا (أعضل) بالضاد المعجمة أي مشتد الخلق قاله النووي وقال الحافظ وفي لفظ ذو عضلات بفتح المهملة ثم المعجمة قال أبو عبيدة العضلة ما اجتمع من اللحم في أعلى باطن الساق. وقال الأصمعي كل عصبة مع لحم فهي عضلة. وقال ابن القطاع العضلة لحم الساق والذراع وكل لحمة مستديرة في البدن، والأعضل الشديد الخلق، ومنه أعضل الأمر إذا اشتد لكن دلت الرواية الأخرى على أن المراد به هنا كثير العضلات انتهى (فشهد على نفسه أربع مرات) احتج به من قال إن الإقرار بالزنا لا يثبت حتى يقر أربع مرات (قبلتها) من التقبيل (إنه قد زنى الآخر) بهمزة مقصورة وخاء مكسورة معناه الأرذل والأبعد والأدنى، وقيل اللئيم، وقيل الشقي وكله متقارب، ومراده نفسه فحقرها وعابها لا سيما وقد فعل هذه الفاحشة قاله النووي وقال السيوطي الآخر بوزن الكبد أي الأبعد المتأخر عن الخير (فرجمه) أي أمر برجمه (ألا) بالتخفيف حرف التنبيه (كلما نفرنا في سبيل الله) وفي رواية لمسلم كلما نفرنا غازين في سبيل الله (خلف أحدهم) أي بقي خلف الغزاة خليفة لهم في أهاليهم ويخون في نسائهم (له) أي للرجل الخليفة (نبيب) بنون ثم موحدة ثم ياء تحتية ثم موحدة على وزن الأمير هو صوت التيس عند السفاد (كنبيب التيس) في القاموس التيس الذكر من الظباء والمعز (يمنح) أي يعطي (إحداهن الكثبة) بضم الكاف وإسكان المثلثة القليل من اللبن وغيره قاله النووي. وفي النهاية الكثبة كل قليل جمعته من طعام أو لبن أو غير ذلك والجمع كثب. والمعنى أي يعمد أحدكم إلى المغيبة فيخدعها بالقليل من اللبن وغيره فيجامع معها (إن يمكنني من أحد منهم) كلمة إن نافية (إلا نكلته) أي عذبته بالرجم أو الجلد. وعند مسلم " أما والله إن يمكنني من أحد لأنكلنه عنه " وفي رواية له إن الله لا يمكنني من أحد منهم إلا جعلته نكالا " وفي رواية له " على أن لا أوتي برجل فعل ذلك إلا نكلت به " قال المنذري:
وأخرجه مسلم والنسائي، وحكى أبو داود عن شعبة أنه قال سألت سماكا عن الكثبة فقال اللبن