(أهل المدينة) أي أهل بلد فيهم عشار وغيره من الظلمة قاله القاري (لقبل منهم) وقال ابن الملك لو قسم هذا المقدار من التوبة على أهل المدينة لكفاهم انتهى.
قال القاري: ولا يخفى أنه ليس تحته شئ من المعنى، فإن التوبة غير قابلة للقسمة والتجزئة، فأما ما ورد استغفروا لماعز بن مالك لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم فلعله محمول على المبالغة، أو على التأويل الذي ذكرنا انتهى.
قلت: ما قال ابن الملك هو الظاهر، ويؤيده ظاهر قوله صلى الله عليه وسلم في ماعز: " لقد تاب توبة لو قسمت " الخ، وأما ما زعم القاري من أن التوبة غير قابلة للقسمة قبل ففيه نظر كمالا يخفى على المتأمل، ولا حاجة إلى التأويل مع استقامة المعنى الظاهر من الحديث، والله تعالى أعلم وعلمه أتم (رواه أسباط بن نصر أيضا) أي كما رواه إسرائيل (عن سماك) أي ابن حرب.
قال المنذري: وأخرجه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حسن صحيح غريب وعلقمة بن وائل بن حجر سمع من أبيه بنحوه مختصرا، وقال الترمذي غريب، وليس إسناده بمتصل، وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه، وقال سمعت محمدا يعني البخاري يقول عبد الجبار بن وائل بن حجر لم يسمع من أبيه ولا أدركه يقال أنه ولد بعد موت أبيه بأشهر.
(باب في التلقين في الحد) يقال لقنه الكلام فهمه إياه وقال له من فيه مشافهة.
(أتي) بصيغة المجهول (بلص) بتشديد الصاد. قال في القاموس: أي جيء بسارق (اعترف اعترافا) أي أقر إقرارا صحيحا (ولم يوجد معه متاع) أي من المسروق منه (ما إخالك) بكسر الهمزة وفتحها والكسر هو الأفصح وأصله الفتح قلبت الفتحة بالكسرة على خلاف القياس ولا يفتح همزتها إلا بنو أسد فإنهم يجرونها على القياس وهو من خال يخال أي ما أظنك (سرقت) قاله درأ للقطع.
قال في فتح الودود قيل أراد صلى الله عليه وسلم بذلك تلقين الرجوع عن الاعتراف (بلى) أي سرقت