معاذ رضي الله عنه (بلى) أي قد يقول الحكيم كلمة الضلالة والمنافق كلمة الحق (اجتنب) بصيغة الأمر (من كلام الحكيم المشتهرات) أي الكلمات المشتهرات بالبطلان (التي يقال لها ما هذه) أي يقول الناس إنكارا في شأن تلك المشتهرات ما هذه (ولا ينئينك) أي لا يصرفنك عن الصراط المستقيم (ذلك) المذكور من مشتهرات وفي الحكيم (عنه) أي عن الحكيم (فإنه لعله) أي الحكيم (أن يراجع) أي يرجع عن المشتهرات (وتلق الحق) أي خذه (فإن على الحق نورا) أي فلا يخفى عليك كلمة الحق وإن سمعتها من المنافق لما عليها من النور والضياء وكذلك كلمات الحكيم الباطلة لا تخفى عليك لأن الناس إذا يسمعونها ينكرونها لما عليها من ظلام البدعة والبطلان ويقولون إنكارا ما هذه، وتشتهر تلك الكلمات بين الناس بالبطلان، فعليك أن تجتنب من كلمات الحكيم المنكرة الباطلة، ولكن لا تترك صحبة الحكيم فإنه لعله يرجع عنها (ولا ينئينك) بضم الياء وسكون النون وكسر الهمزة أي لا يباعدنك، ففي القاموس نأيته وعنه كسعيت بعدت وأنأيته فانتأى.
قال المنذري: وهذا موقوف.
(يسأله عن القدر) بفتحتين هو المشهور وقد يسكن الدال (أخبرنا حماد بن دليل) بالتصغير (فكتب) أي عمر بن عبد العزيز (أما بعد أوصيك) أيها المخاطب الذي سألتني عن القدر (بتقوى الله والاقتصاد) أي التوسيط بين الإفراط والتفريط (في أمره) أي أمر الله أو