وقال القاري ناقلا عن ميرك خير الثوب بقاؤه ونقاؤه وكونه ملبوسا للضرورة والحاجة، وخير ما صنع له هو الضرورات التي من أجلها يصنع اللباس من الحر والبرد وستر العورة والمراد سؤال الخير في هذه الأمور وأن يكون مبلغا إلى المطلوب الذي صنع لأجله الثوب من العون على العبادة والطاعة لمولاه، وفي الشر عكس هذه المذكورات، وهو كونه حراما ونجسا ولا يبقى زمانا طويلا أو يكون سببا للمعاصي والشرور والافتخار وقد والعجب والغرور وعدم القناعة بثوب الدون وأمثال ذلك انتهى. والحديث يدل على استحباب حمد الله تعالى عند لبس الثوب الجديد (قال أبو نضرة) هو موصول بالسند المذكور (قيل له تبلى) من الابلاء بمعنى الإخلاق، وهذا دعاء اللابس بأن يعمر ويلبس ذلك الثوب حتى يبلى ويصير خلقا (ويخلف الله تعالى) عطف على تبلى من أخلف الله عليه أي أبدلهما ذهب عنه وعوضه عنه، والمقصود الدعاء بطول الحياة.
قال المنذري: وأخرج الترمذي والنسائي المسند منه فقط، وقال الترمذي حديث حسن.
(وعبد الوهاب الثقفي) أي رواه عبد الوهاب الثقفي، وهكذا وقع في بعض النسخ (لم يذكر فيه أبا سعيد) أي الخدري الصحابي فروايته مرسلة (وحماد بن سلمة قال عن الجريري) أي روى الحديث حماد بن سلمة أيضا ولم يذكر فيه أبا سعيد فصارت روايته أيضا مرسلة (عن أبي العلاء) هو يزيد بن عبد الله بن الشخير البصري.
قال المنذري بعد قوله: قال أبو داود وعبد الوهاب الثقفي الخ يعني أنهما أرسلاه.