الأخرى. قال في النهاية إن الدجال مطموس العين أي ممسوحها من غير بخص والطمس استئصال أثر الشيء، والدجال سمي بالمسيح لأن عينه الواحدة ممسوحة ويقال رجل ممسوح الوجه ومسيح وهو أن لا يبقى على أحد شقي وجهه عين ولا حاجب إلا استوى انتهى.
وفي المصباح قال ابن فارس: المسيح الذي مسح أحد شقي وجهه ولا عين ولا حاجب، وسمي الدجال مسيحا لأنه كذلك انتهى.
وبالفارسية كور محو كرده شدة جشم. وعند الشيخين من حديث عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية " (ليس بناتئة) أي مرتفعة فاعلة من النتوء (ولا جحراء) بفتح جيم وسكون حاء أي ولا غائرة والجملة المنفية مؤكدة لإثبات العين الممسوحة وهي لا تنافي أن الأخرى ناتئة بارزة كنتوء حبة العنب قاله القاري وفي بعض النسخ ولا جخراء بجيم فخاء. قال في المجمع هي الضيقة ذات غمص ورمص، وامرأة جخراء إذا لم تكن نظيفة المكان. وقال في النهاية في باب الجيم مع الحاء ولا جحراء أي غائرة منجحرة كما في نقرتها. وقال الأزهري هي بالخاء وأنكر الحاء انتهى (فإن ألبس عليكم) بصيغة المجهول أي إن اشتبه عليكم أمر الدجال بنسيان ما بينت لكم من الحال أو إن لبس عليكم أمره بما يدعيه من الألوهية بالأمور الخارقة عن العادة قاله القاري. قلت: وفي بعض النسخ فإن التبس. وهذا يؤيد الاحتمال الثاني من الاحتمالين اللذين ذكرهما القاري بل يعينه (فاعلموا أن ربكم ليس بأعور) أي أقل ما يجب عليكم من معرفة صفات الربوبية هو التنزيه عن الحدوث والعيوب لا سيما النقائص الظاهرة المرئية (قال أبو داود، عمرو بن الأسود ولي القضاء) هو عمرو بن الأسود العنسي الدمشقي أحد زهاد الشام مخضرم ثقة عابد مات في خلافة معاوية. أخرج أحمد في مسنده عن عمر " من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هدي عمر بن الأسود " قال المنذري: وأخرجه النسائي وفي إسناده بقية بن الوليد وفيه مقال.
(صفوان بن صالح الدمشقي) قال أبو داود، حجة (أخبرنا الوليد) بن مسلم الدمشقي عالم الشام وثقه ابن مسهر والعجلي ويعقوب بن شيبة وصرح بالتحديث (أخبرنا ابن جابر) هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الدمشقي وثقه يحيى بن معين والعجلي وابن داود، (حدثني يحيى بن جابر الطائي) وثقه العجلي ودحيم. وقال أبو حاتم صالح الحديث (عن عبد