المواظبة عليه والاهتمام به لأنه مبالغة في التزيين وأما خبر النسائي عن أبي قتادة أنه كانت له جمة، فأمره أن يحسن إليها، وأن يترجل كل يوم، فحمل على أنه كان محتاجا لذلك لغزارة شعره، أو هو لبيان الجواز انتهى.
والحديث الذي أشار إليه أخرجه النسائي بلفظ عن أبي قتادة أنه كانت له جمة ضخمة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يحسن إليها وأن يترجل كل يوم ورجال إسناده كلهم رجال الصحيح.
وأخرجه أيضا مالك في الموطأ، ولفظ الحديث عن أبي قتادة قال: قلت يا رسول الله إن لي جمة أفأرجلها قال نعم وأكرمها، فكأن أبو قتادة ربما دهنها في اليوم مرتين من أجل قوله صلى الله عليه وسلم نعم وأكرمها انتهى. وسيجئ الجمع بين حديث ابن مغفل وأبي قتادة من كلام المنذري أيضا.
وقال الحافظ ولي الدين العراقي: ولا فرق في النهي عن التسريح كل يوم بين الرأس واللحية، وأما حديث أنه كان يسرح لحيته كل يوم مرتين فلم أقف عليه بإسناد ولم أراه إلا في الإحياء ولا يخفى ما فيها من الأحاديث التي لا أصل لها ولا فرق بين الرجل والمرأة لكن الكراهة فيها أخف لأن باب التزيين في حقهن أوسع منه في حق الرجال ومع هذا فترك الترفه والتنعم لهن أولى. كذا في شرح المناوي والله أعلم.
قال المنذري: وأخرجه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حسن صحيح، وأخرجه النسائي أيضا مرسلا، وأخرجه عن الحسن البصري ومحمد بن سيرين قولهما، وقال أبو الوليد الباجي وهذا الحديث وإن كان رواته ثقات إلا أنه لا يثبت وأحاديث الحسن عن عبد الله بن مغفل فيها نظر. هذا آخر كلامه، وفي ما قاله نظر.
وقد قال الإمام أحمد ويحي بن معين وأبو حاتم الرازي ان الحسن سمع من عبد الله بن مغفل، وقد صحح الترمذي حديثه عنه كما ذكرنا، غير أن الحديث في إسناده اضطراب.
(ما لي أراك) ما استفهامية تعجبية أي كيف الحال (شعثا) بفتح فكسر أي متفرق الشعر غير مترجل في شعرك ولا متمشط هذا في لحيتك (كان ينهانا عن كثير من الإرفاه) بكسر الهمزة على