لا يعمل من الميتة إلا في جلد الجنس المأكول اللحم. ومما يدل على أن اسم الإهاب يتناول جلد ما لا يؤكل لحمه كتناوله جلد المأكول اللحم قول عائشة حين وصفت أباها وحقن الدماء في أهبها تريد به الناس، وقد قال ذو الرمة يصف كلبين:
- لا يذخران من الإيغال باقية * حتى يكاد تفرى عنهما الأهب - انتهى ملخصا.
قال المنذري: وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة.
(قسيط) بالقاف والسين المهملة والتحتية والطاء المهملة مصغرا (أمر أن يستمتع بجلود الميتة إذا دبغت) هذا الحديث أيضا يدل على أن جلود الميتة كلها طاهرة بعد الدباغ يحل الاستمتاع بها.
قال المنذري: وأخرجه النسائي وابن ماجة، وأم محمد بن عبد الرحمن لم تنسب ولم تسم.
(عن جون بن قتادة) بفتح الجيم وسكون الواو وبعدها نون (عن سلمة بن المحبق) ويجيء ضبط المحبق في كلام المنذري (فسأل) أي طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنها ميتة) المعنى أن القربة من جلد الميتة (فقال دباغها طهورها) أي طهارتها.
قال الخطابي في المعالم: هذا يدل على بطلان قول من زعم أن إهاب الميتة إذا مسه الماء بعد الدباغ ينجس ويبين أنه طاهر كطهارة المذكي وأنه إذا بسط وصلي عليه أو خرز منه خف فصلي فيه جاز انتهى.
قال المنذري: وأخرجه النسائي، وسئل أحمد بن حنبل عن جون بن قتادة فقال لا نعرف هذا آخر كلامه. وجون بفتح الجيم وسكون الواو بعدها نون.
وسلمة بن المحبق له صحبة وهو هذلي سكن البصرة كنيته أبو سنان، واسم المحبق صخر وهو بضم الميم وفتح الحاء المهملة وبعدها باء موحدة وقاف وأصحاب الحديث يفتحون الباء