في ذلك تفريق تلك الأوباش فهو ما نحب وإن ترامت الأمور (2) بالقوم إلى الشقاق والعصيان فانبذ (3) من أطاعك إلى من عصاك فجاهدهم فإن ظهرت فهو ما ظننت، وإلا فطاولهم وماطلهم فكأن كتائب المسلمين قد أطلت عليك، فقتل الله المفسدين الظالمين، ونصر المؤمنين المحقين والسلام.
فلما قرأ زياد الكتاب أقرأه أعين بن ضبيعة، فقال أعين: اني لأرجو ان يكفي هذا الامر، ثم خرج من عند زياد فأتى قومه فوعظهم وخوفهم وقال:
يا قوم على ما ذا تقتلون أنفسكم، وتهريقون دماءكم على الباطل مع السفهاء الأشرار، والله ما جئتكم حتى عبيت إليكم الجنود، فان تنيبوا إلى الحق يقبل منكم ويكف عنك، وان أبيتم فهو والله استئصالكم وبواركم.