نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٥ - الصفحة ١٠٦
من القوي غير متعتع (139) ثم احتمل الخرق منهم والعي، ونح عنك الضيق والانف يبسط الله عليك أكناف رحمته (140) ويوجب لك ثواب أهل طاعته، فأعط ما أعطيت هنيئا، وامنع في إجمال وإعذار (141) وتواضع هناك فإن الله يحب المتواضعين، وليكن أكرم أعوانك عليك، ألينهم جانبا وأحسنهم مراجعة، وألطفهم بالضعفاء إن شاء الله.
ثم إن أمورا من أمورك لا بد لك من مباشرتها منها إجابة عمالك ما يعيى عنه كتابك ومنها إصدار حاجات الناس في قصصهم (142) ومنها معرفة ما يضل

(139) وفى النهج في الموردين: (غير متتعتع) من باب (تفعلل)، والمراد أن يكون المتكلم الذي يريد احقاق حقه - وهو ضعيف - غير خالف. وعبر باللازم وأراد الملزوم.
(140) الخرق - كقفل -: العنف ضد الرفق، والعي - بكسر العين -:
العجز عن النطق، والضيق: عدم سعة الصدر والتحمل واشتعال الغضب بأدنى مكروه، والانف - كفرح -: الاستكبار والترفع، من قولهم: (أنف - أنفا) - من باب علم -: استنكف وتنزه، وأكناف الرحمة: أطرافه.
(141) أي أعط عطاياك بتلطف وسهولة لا تخشنها بالأذى، ولا تبطلها بالمن، ولا تحقرها بعدك إياها كثيرة، وإذا منعت العطا، فامنع بوجه جميل وتقديم عذر.
(142) يعيي عنه: يعجز عنه ويجهله. يقال: (عي يعي - كعض يعض وبريبر - وعيى يعيى - من باب علم - عيا بأمره وعن أمره): عجز عنه ولم يطق أحكامه، أو لم يهتد لوجهه. و (عي وعيي الامر): جهله. والقصص - بكسر القاف -: جمع القصة - بكسر أوله أيضا -: الحديث. الامر الحادث.
الشأن، الأحدوثة. وتجمع أيضا على أقاصيص. ثم إن في النهج هكذا:
(ثم أمور) من أمورك لابد لك من مباشرتها: منها إجابة عمالك بما يعي عنه كتابك، ومنها اصدار حاجات الناس يوم ورودها عليك بما تحرج به صدور أعوانك، وأمض لكل يوم عمله) الخ.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست