أيها الناس إن أخاكم البكري قد أصيب بالأنبار وهو مغتر (3) لا يظن ما كان، فاختار ما عند الله على الدنيا، فانتدبوا إليهم حتى تلاقوهم فإن أصبتم منهم طرفا أنكلتموهم (4) عن العراق أبدا ما بقوا.
ثم سكت عليه السلام عنهم رجاء أن يجيبوه أو يتكلم متكلم منهم بخير، فلما رأى صمتهم على ما في أنفسهم خرج يمشي راجلا حتى أتى النخيلة [والناس يمشون خلفه حتى أحاط به قوم من أشرافهم] فقالوا له: ارجع يا أمير المؤمنين نحن نكفيك. فقال عليه السلام: ما تكفوني ولا تكفون أنفسكم!!! فلم يزالوا به حتى صرفوه إلى منزله.