ومع ابن عم نبيه صلى الله عليه [وآله] وسلم (11) عاودوا الكر، واستحيوا من الفر (21) فإنه عار باق في الأعقاب والأعناق، ونار يوم الحساب (13) وطيبوا عن أنفسكم أنفسا، وامشوا إلى الموت [مشيا] سجحا (14) وعليكم بهذا السواد الأعظم،
(١١) بين المعقوفين مأخوذ من نهج البلاغة وفيه: (واعلموا أنكم بعين الله ومع ابن عم رسول الله). وفي مروج الذهب: (فإنكم بعين الله ومع ابن عم رسول الله). أي إنكم ملحوظون بعين الله وعنايته، وكائنون مع ابن عم الرسول الذي يدور الحق معه حيثما دار، فلا تهنوا ولا تفشلوا. وفي رواية فرات بن إبراهيم: (ومع ابن عم نبيكم).
(١٢) هذا هو الصواب الموافق للنهج وتفسير فرات بن إبراهيم غير إن في الثاني: (وعاودوا). وفي الأول: (فعاودوا) وهذا أظهر، وفي النسخة:
(واستحثوا). لا ريب إنه تصحيف. وفي مروج الذهب: (واستقبحوا الكر).
(١٣) الأعقاب: الأولاد. وقد جرت العادة بتعيير الأبناء وتبكيتهم بما فعل آباؤهم من سئ الأعمال.
(١٤) ومثله في مروج الذهب، وفي النهج: (وطيبوا عن أنفسكم نفسا، وامشوا إلى الموت مشيا سجحا). وفي رواية فرات بن إبراهيم: (فطيبوا عن أنفسكم نفسا، واطووا عن الحياة كشحا، وامشوا إلى الموت مشيا [سجحا].
وعليكم بهذا)... وهذا أظهر. أي كونوا راضين وطيبوا القلوب بفداء نفوسكم في الحياة الدنيا عنها في الآخرة، وامشوا إلى الموت سهلا خفافا، واعرضوا عن الحياة اعراضا. يقال: (طوى كشحه عن فلان، أو طوى كشحا عنه): أعرض عنه وقاطعه. و (الكشح) على زنة فلس: ما بين السرة ووسط الظهر.
و (السجح) كعنق -: السهل اللين. ثم إن في نسخة ابن عساكر في هذه الرواية ذكره سححا - بالمهملتين - وفي الرواية الثانية ذكره بالمهملتين، ثم بالمعجمة بعد المهملة أيضا. وهذا هو الشائع في المصادر التي رأيناها. وقال في مادة (سجح) من النهاية: وفي حديث علي يحرض أصحابه على القتال: (وامشوا إلى الموت مشية سجحا - أو سجحاء) - السجح: السهلة. والسجحاء - تأنيث الأسجح -: وهو السهل.