فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب، فورد على الشيعة ما حيرهم وغمهم، واضطربت الفقهاء، وقاموا وهموا بالانصراف، وقالوا في أنفسهم:
لو كان أبو جعفر عليه السلام يكمل جواب المسائل، لما كان من عبد الله ما كان، ومن الجواب بغير الواجب.
ففتح عليهم باب من صدر المجلس ودخل موفق وقال: هذا أبو جعفر!
فقاموا إليه بأجمعهم واستقبلوه وسلموا عليه.
فدخل صلوات الله عليه وعليه قميصان وعمامة بذؤابتين، وفي رجليه نعلان.
وأمسك الناس كلهم، فقام صاحب المسألة، فسأله عن مسائله.
فأجاب عنها بالحق، ففرحوا ودعوا له، وأثنوا عليه، وقالوا له: إن عمك عبد الله أفتى بكيت وكيت!
فقال: لا إله إلا الله، يا عم! إنه عظيم عند الله أن تقف غدا بين يديه فيقول لك: لم تفتي عبادي بما لم تعلم، وفي الأمة من هو أعلم منك؟! (1) (149) 3 الشيخ المفيد رحمه الله: علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثني أبي، قال: لما مات أبو الحسن الرضا عليه السلام حججنا فدخلنا على أبي جعفر عليه السلام وقد حضر خلق من الشيعة من كل بلد لينظروا إلى أبي جعفر عليه السلام فدخل عمه عبد الله بن موسى، وكان شيخا كبيرا نبيلا، عليه ثياب خشنة،