السابع في عالم الرؤيا:
(481) 1 السيد بن طاووس رحمه الله:... حدثنا أبو العباس أنه كان ممن أسر بالهبير مع أبي الهيجاء بن حمدان، قال:
وكان أبو ظاهر سليمان مكرما لأبي الهيجاء بأن كان يستدعيه إلى طعامه، فيأكل معه، ويستدعيه أيضا بالليل للحديث معه.
فلما كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن ويسأله إطلاقي؟
فأجابني إلى ذلك، ومضى إلى أبي ظاهر في تلك الليلة على رسمه، وعاد من عنده، ولم يأتني، وكان من عادته أن يغشاني عند عوده من عند سليمان....
فلما لم يعاودنا في تلك الليلة... استوحشت لذلك، فصرت إليه، إلى منزله المرسوم... فانصرفت إلى موضعي الذي أنزلت فيه في حالة عظيمة من الأياس من الحياة واستشعار الهلكة، فاغتسلت ولبست ثيابا جعلتها كفني وأقبلت على القبلة، فجعلت أصلي وأناجي ربي وأتضرع وأعترف بذنوبي وأتوب منها ذنبا ذنبا، وتوجهت إلى الله بمحمد وعلي و... محمد وعلي...
ولم أزل أقول هذا وشبهه من الكلام إلى أن انتصف الليل، وجاء وقت الصلاة والدعاء وأنا أستغيث إلى الله وأتوسل إليه بأمير المؤمنين عليه السلام إذ نعست عيني فرقدت.
فرأيت أمير المؤمنين عليه السلام فقال لي: يا ابن كشمرد!
قلت: لبيك يا أمير المؤمنين!
فقال: مالي أراك على هذه الحالة؟
فقلت: يا مولاي! أما يحق لمن يقتل صباح هذه الليلة غريبا عن أهله