فقال: هذا جيحون (1). فسكت.
ثم قال لي الغلام: قم! فقمت معه، ومشيت معه عشرين خطوة، وإذا نحن على نهر أعظم من الفرات وجيحون.
فقال لي: اجلس! فجلست ومضى.
فمر علي أناس في مركب لهم، فسألتهم عن المكان الذي أنا فيه؟
فقالوا: نيل مصر (2)، وبينك وبينها فرسخ أو دون فرسخ، ومضوا، فما كان غير ساعة إلا وصاحبي قد حضر، وقال لي: قم! قد عزم علينا.
فقمت معه قدر عشرين خطوة، فوصلنا عند غيبوبة الشمس إلى نخل كثير، وجلسنا، ثم قام، وقال لي: امش!
فمشيت خلفه يسيرا، وإذا نحن بالكعبة إلى أن قال: فسألت الرجل الذي فتح الكعبة، فقال: هذا سيدي محمد الجواد صلى الله عليه.
فقلت: الله أعلم حيث يجعل رسالاته (3).