وحبست كما ترى، وادعى علي المحال.
فقلت له: أرفع عنك قصة إلى محمد بن عبد الملك الزيات؟ قال: افعل.
فكتبت عنه قصة، شرحت أمره فيها، ورفعتها إلى الزيات، فوقع في ظهرها:
قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة [و] إلى المدينة [و] إلى مكة أن يخرجك من حبسي هذا.
قال علي بن خالد: فغمني ذلك من أمره، ورققت له، وانصرفت محزونا فلما كان من الغد، باكرت الحبس لأعلمه بالحال، وآمره بالصبر والعزاء.
فوجدت الجند، وأصحاب الحرس، وصاحب السجن، وخلقا عظيما من الناس يهرعون، فسألت (عنهم وعن حالهم)؟
فقيل: المحمول من الشام المتنبي، افتقد البارحة من الحبس، فلا يدري خسفت الأرض به، أو اختطفته الطير؟
وكان هذا الرجل أعني: علي بن خالد زيديا، فقال بالإمامة لما رأى ذلك وحسن اعتقاده (1).