السيوطي الذي زعم أن تدوين الحديث بدأ في رأس المائة، قال في كتابه " تدريب الراوي ":
" وأما ابتداء تدوين الحديث فإنه وقع في رأس المائة، في خلافة عمر ابن عبد العزيز بأمره، ففي صحيح البخاري في أبواب العلم: وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم: انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه [وآله] فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء "، وأخرجه أبو نعيم في " تاريخ إصفهان " بلفظ آخر قال: " كتب عمر بن عبد العزيز إلى الآفاق: انظروا حديث رسول الله فاجمعوه "، قال في " فتح الباري ": " يستفاد من هذا ابتداء تدوين الحديث النبوي "، ثم أفاد: " أن أول من دونه بأمر عمر بن عبد العزيز هو أبو بكر بن حزم الأنصاري " (1).
قال العلامة السيد حسن الصدر: " كانت خلافة عمر بن عبد العزيز سنتين وخمسة أشهر، مبدؤها عاشر صفر سنة ثمان أو تسع وتسعين، ومات سنة إحدى ومائة لخمس أو لست مضين، وقيل: لعشر بقين من رجب، ولم يورخ زمان أمره، ولا نقل ناقل امتثال أمره بتدوين الحديث في زمانه، والذي ذكره الحافظ ابن حجر من باب الحدس والاعتبار، لاعن نقل العمل بأمره بالعيان، ولو كان له عند أهل العلم بالحديث أثر بالعيان لما نصوا على أن الافراد لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله كان على رأس المائتين كما اعترف به شيخ الاسلام وغيره، قال: فأول من جمع الآثار ابن جريح بمكة، وابن إسحاق أو مالك بالمدينة، والربيع بن صبيح أو سعيد بن أبي عروبة أو حماد بن سلمة بالبصرة، وسفيان الثوري بالكوفة، والأوزاعي بالشام، وهيثم بواسط، ومعمر باليمن، وجرير بن عبد الحميد بالري، وابن المبارك بخراسان، قال