واحدة في آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلي قائم على الباب فقلنا أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يخرج إليكم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فثرنا إليه فاتكأ على علي ابن أبي طالب ثم ضرب بيده على منكبه (ثم قال) إنك مخاصم تخاصم، أنت أول المؤمنين إيمانا، وأعلمهم بأيام الله، وأوفاهم بعهده، وأقسمهم بالسوية، وأرأفهم بالرعية، وأعظمهم رزية، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني، والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة، ولن ترجع بعدي كافرا وأنت تتقدمني بلواء الحمد، وتذود عن حوضي (ثم قال ابن عباس) ولقد فاز علي بصهر رسول الله صلى عليه وسلم، وبسطة في العشيرة، وبذلا للماعون، وعلما بالتنزيل، وفقها للتأويل ونيلا للاقران.
(قال المؤلف) وردت بمضمون هذا الحديث أحاديث كثيرة مجتمعة ومتفرقة، وقد أخرجه الخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي في المناقب (ص 32) مختصرا، وهذا لفظه بحذف السند (قال حدثني) أمير المؤمنين الرشيد عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس (قال) سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام، فقال عمر أما علي فسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول فيه ثلاث خصال وددت لو أن لي واحدة منهن كان أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة إذ ضرب النبي صلى الله عليه وآله بيده على منكب علي فقال يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا وأول المسلمين اسلاما، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى (وأخرج) محدث الشام ابن عساكر الحديث في تاريخه الكبير في ورقة (16) مختصرا عن عمر بن الخطاب، هذا وقد أخرج الحديث علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 6