وبهذا الاسناد إليه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بدم الحسين، فتتعلق بقائمة من قوائم العرش، فتقول:
يا عدل احكم بيني وبين قاتل ابني، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فيحكم لابنتي ورب الكعبة (1).
وهو يدل على كفر يزيد لعنه الله وجواز لعنه، ورجحانه على رغم أنف الناصبة، وأي كفر أعظم من قتل ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ وهتك حرمه، وسبيهن وحملهن على أقتاب الجمال بغير وطاء، وقتل الأنصار بالحرة؟ وغيرها من وقائعه الفضيعة وبدعه الشنيعة.
وروى الزمخشري من الحنفية في كتاب ربيع الأبرار: أن النبي (صلى الله عليه وآله) رأى يوما أبا سفيان راكبا على حمار، وقد جر يزيد من أمامه، ومعاوية قد ساقه من ساقه من خلفه، فقال صلوات الله عليه: لعن الله الراكب والقائد والسائق (2).
وقال العلامة التفتازاني من عظماء الحنفية في شرح العقائد النسفية بعد نقل الخلاف بينهم في جواز لعنه لعنه الله: واتفقوا على جواز اللعن على من قتله (عليه السلام)، أو أمر به، أو أجازه، أو رضي به. والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين (عليه السلام) واستبشاره بذلك واهانته أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) مما تواتر معناه، وإن كان تفاصيله آحاد، فنحن لا نتوقف في شأنه بل في عدم ايمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه انتهى.
وقال في شرح المقاصد: ان ما جرى من الظلم على أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) من الظهور بحيث لا مجال فيه للاخفاء، ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء، إذ يكاد يشهد به الجماد والعجماء، ويبكي له الأرض والسماء، وتنهدم منه الجبال،