في دار الدنيا. وأوحى الله إلى الملائكة: أن قوموا صفوفا بالتسبيح والتقديس والثناء على الله تعالى. وأوحى إلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل (عليهم السلام): أن اهبطوا إلى الأرض في قنديل من الملائكة. قال ابن عباس: والقنديل ألف ألف ملك.
قال: فبينما هبطوا من سماء إلى سماء، وإذا في السماء الرابعة ملك يقال له:
صلصائيل، له سبعون ألف جناح، قد نشرها من المشرق إلى المغرب، وهو شاخص نحو العرش، لأنه ذكر في نفسه، فقال: ترى الله يعلم ما في قرار هذا البحر وما يسير في ظلمة الليل وضوء النهار، فعلم الله تعالى ما في نفسه فأوحى الله تعالى إليه: أن أقم مكانك لا تركع ولا تسجد عقوبة لك لما فكرت، قال: فهبط لعيا على فاطمة (عليها السلام) وقالت لها: مرحبا بك يا بنت محمد كيف حالك؟ قالت لها: بخير، ولحق فاطمة (عليها السلام) الحياء من لعيا، ما تدري ما تفرش لها، فبينما هي متفكرة إذ هبطت حوراء من الجنة ومعها درنوك من درانيك الجنة، فبسطته في منزل فاطمة (عليها السلام)، فجلست عليه لعيا.
ثم إن فاطمة (عليها السلام) ولدت بالحسين (عليه السلام) في وقت الفجر، فقبلته لعيا وقطعت سرته، ونشفته بمنديل من مناديل الجنة، وقبلت عينيه، وتفلت في فيه، وقالت له:
بارك الله فيك من مولود، وبارك في والديك، وهنأت الملائكة جبرائيل، وهنأ جبرائيل محمدا صلى الله عليه وآله سبعة أيام بلياليها.
فلما كان في اليوم السابع، قال جبرائيل: يا محمد آتنا بابنك هذا حتى نراه، قال:
فدخل النبي (صلى الله عليه وآله) على فاطمة (عليها السلام)، فأخذ الحسين (عليه السلام) وهو ملفوف بقطعة صوف صفراء، فأتى به إلى جبرائيل (عليه السلام)، فحله وقبل بين عينيه وتفل في فيه، وقال: بارك الله فيك من مولود،. بارك في والديك، يا صريع كربلاء، ونظر إلى الحسين (عليه السلام)، وبكى وبكى النبي (صلى الله عليه وآله) وبكت الملائكة، وقال له جبرائيل: اقرأ فاطمة ابنتك السلام، وقل لها تسميه الحسين، فقد سماه الله جل الله اسمه، وإنما سمي الحسين لأنه لم يكن في زمانه أحسن منه وجها.