قال: فقام النبي (صلى الله عليه وآله) ودعا بالحسين (عليه السلام) فرفعه بكلتا يديه إلى السماء، وقال: اللهم بحق مولودي هذا عليك الا رضيت عن الملك، فإذا النداء من قبل العرش: يا محمد قد فعلت وقدرك عندي كبير عظيم.
قال ابن عباس: والذي بعث محمدا بالحق نبيا أن صلصائيل يفتخر على الملائكة أنه عتيق الحسين (عليه السلام)، ولعيا تفتخر على الحور العين بأنها قابلة الحسين (عليه السلام) (1).
والأخبار في مناقبه (عليه السلام) لا تحصى.
وقد أخرج الترمذي في صحيحه بسنده عن سلمى الأنصارية، قالت: دخلت على أم سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) وهي تبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قالت: رأيت الان النبي (صلى الله عليه وآله) في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: مالك يا رسول الله؟ قال:
شهدت قتل الحسين آنفا (2).
وأخرج الترمذي بسنده عن يعلى بن مرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط (3).
وأخرج البخاري والترمذي في صحيحيهما عن ابن عمر، وقد سأله رجل عن دم البعوضة، فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي، وسمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: هما ريحانتاي من الدنيا (4).
وفي خبر آخر أنه سأله عن المحرم يقتل الذباب، فقال: يا أهل العراق تسألوني عن قتل الذباب وقد قتلتم الحسين ابن رسول الله، وذكر الحديث، وفي آخره: وهما