فمداراة الناس فان الله عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وآله بمداراة الناس قال:
" خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " (1) وأما السنة من وليه فالصبر على البأساء والضراء، فان الله عز وجل يقول: " والصابرين في البأساء والضراء " (2).
معاني الأخبار: علي بن أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل، عن مبارك مولى الرضا عليه السلام عنه عليه السلام مثله وزاد في آخره: " وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون " (3).
72 - الإحتجاج: بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أنه قال أمير المؤمنين عليه السلام لليوناني الذي أراه المعجزات الباهرات بعد ما أسلم:
وآمرك أن تصون دينك وعلمنا الذي أودعناك، وأسرارنا الذي حملناك، فلا تبد علومنا لمن يقابلها بالعناد، ويقابلك من أجلها بالشتم واللعن، والتناول من العرض والبدن، ولا تفش سرنا إلى من يشنع علينا عند الجاهلين بأحوالنا، ويعرض أولياءنا لبوادر الجهال.
وآمرك أن تستعمل التقية في دينك فان الله يقول: " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقية " (4) وقد أذنت لك في تفضيل أعدائنا إن ألجأك الخوف إليه وفي إظهار البراءة منا إن حملك الوجل عليه، وفي ترك الصلوات المكتوبات إذا خشيت على حشاشتك الآفات والعاهات، فان تفضيلك أعداءنا علينا عند خوفك لا ينفعهم ولا يضرنا، وإن إظهارك براءتنا منا عند تقيتك لا تقدح فينا ولا تنقصنا، إن أنت تبرأ منا بلسانك وأنت موال لنا بجنانك لتبقي على نفسك روحها التي بها قوامها